قالت الأمم المتحدة إنها تأمل في بدء إيصال المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية، الاثنين، إلى بلدة مضايا والمناطق المحاصرة الأخرى التي أفادت تقارير بحدوث وفيات فيها جراء الجوع وسوء التغذية.
وقال برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة لبي بي سي إن شاحنات المساعدات الغذائية جاهزة للانطلاق، لكن ثمة حاجة لمزيد من التنسيق للتأكد من عدم استهداف هذه الشاحنات عند دخولها إلى بلدة مضايا التي تقع قرب الحدود اللبنانية.
وأكد منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في سوريا، يعقوب الحلو، إن المساعدات الإنسانية ستصل إلى البلدات المحاصرة خلال الأيام المقبلة
وأفادت منظمة "أطباء بلا حدود" أن 23 مريضا في المركز الصحي التابع لها في بلدة مضايا توفوا من جراء الحصار منذ مطلع شهر ديسمبر/كانون الأول.
وقالت "أطباء بلا حدود" إن من بين الضحايا ستة أطفال رضع بعمر أقل من عام وخمسة من كبار السن الذين تجاوزت أعمارهم ستين سنة.
جاء هذا الإعلان بعد اتفاق برعاية الأمم المتحدة سمحت فيه القوات التابعة للحكومة السورية بإدخال المساعدات الإنسانية إلى ثلاث من البلدات والقرى المحاصرة شمالي سوريا.
ورحبت المنظمة بالسماح بإدخال المواد الغذائية والإنسانية إلى المناطق المحاصرة، لكنها شددت في بيان أصدرته على ضرورة "إيصال الأدوية الفوري إلى خط الحصار الذي يجب أن يكون أولوية" فضلا عن "السماح بالاخلاء الطبي الطارئ للمرضى إلى أماكن آمنة لتلقي العلاج".
محاصرون
ويشمل الاتفاق إدخال المساعدات إلى قريتي فوعة وكفريا الشيعيتين المحاصرتين من القوات المعارضة للحكومة السورية منذ أكثر من عام، الى جانب بلدة مضايا قرب الحدود اللبنانية التي تحاصرها القوات التابعة للحكومة السورية منذ مطلع يوليو/تموز.
وقال الحلو إن "الأمم المتحدة ترحب بموافقة الحكومة السورية على الدخول إلى مضايا، وفوعة وكفريا، ونستعد لتسليم المساعدات الإنسانية في الأيام المقبلة".
وأفاد ناشطون بوفاة العديد من الناس خلال الأسابيع الماضية في المناطق المحاصرة من كلا الجانبين بسبب سوء التغذية. وثمة نحو 30 ألف شخص في القريتين الشعيتين وعدد أكبر في مضايا، أجمله الحلو بنحو "42 ألف نسمة في الغالب ما زالوا في مضايا ويواجهون خطر المزيد من نقض الغذاء والتجويع".
وقال الحلو إن الأمم المتحدة تشعر بقلق كبير بشأن مصير ما يقارب من 400 ألف شخص مازالوا محاصرين من أطراف الصراع في سوريا في مناطق النزاع ومن بينها مدينة دير الزور شرقي سوريا فضلا عن ضواحي دمشق كالغوطة الشرقية.
وأضاف أن "ما يصل الى 4.5 مليون نسمة في سوريا يعيشون في مناطق يصعب الوصول إليها، ومن بينهم 400.000 شخص في 15 منطقة محاصرة ليس لديهم أي منفذ لدخول المساعدات الإنسانية التي هم بأمس الحاجة إليها للحفاظ على حياتهم".
ويقول ناشطون إن حصار مضايا من قبل القوات الحكومية والميلشيات التابعة لها جاء انتقاما من حصار المعارضة لبلدتي فوعة وكفريا، الذي استمر فترة أطول.
وأفادت تقارير أن الظروف في البلدات، ذات الأغلبية الشيعية، شمالي إدلب ساءت أيضا، منذ سقوط قاعدة عسكرية قريبة تابعة للحكومة، في سبتمبر/ أيلول، كانت الطائرات العمودية تنزل فيها الأغذية.
وتلقت مضايا مساعدات إنسانية في أكتوبر/ تشرين الأول، ولكنها تعرضت لحصار منذ ذلك الوقت، ومنع وصول المساعدات إليها، حسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
ونبهت الأمم المتحدة إلى أن القانون الدولي الإنساني يحظر استهداف المدنيين، وتجويع المدنيين في الحرب
ومن المنتظر أن تجرى محادثات في أواخر يناير/كانون الثاني في جنيف في محاولة للتوصل إلى اتفاق لحل الأزمة السورية.
ويطالب قرار مجلس الأمن بشأن هذه المحادثات بالسماح بوصول فوري لقوافل الإغاثة الإنسانية إلى جميع المناطق.