[rtl]الحياة الزوجية: أين نحن من هيبة الزواج؟[/rtl]
[rtl]كما نعلم جميعا أن كل شيء في هذا الكون قائم على الازدواج، لقوله تعالى: " ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون، سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون". وقوله تعالى: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة " وهناك العديد من الآيات الكريمة التي تثبت ضرورة التزاوج بين الذكر والأنثى لتستمر حياة البشرية بصفة عامة، وبهذا ستتسع دائرة المودة والرحمة والترابط بين الناس بعضهم لبعض، كما ديننا الإسلامي حث على ضرورة الزواج ورغًب فيه، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: " أتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني "[/rtl]
[rtl]وكما هو متعارف بين الشعوب والأمم أن مفهوم الزواج بمثابة اللبنة الأولى من لبنات تأسيس المجتمع الإنساني، وعليه تقوم جميع المجتمعات البشرية وتُعوِّل على استقراره وتماسكه لإنتاج نسيج أسري على أرضية صلبة يساهم بشكل من الأشكال في البناء الاجتماعي ووظائفه المختلفة، والزواج عقد يجمع بين رجل وامرأة بهدف تأسيس أسرة عن طريق إنجاب الأطفال والعناية بهم وتربيتهم. وقد نعتبر أن علاقة الزوج بالزوجة علاقة ذات قدسية اجتماعية كونها من أعظم العلاقات الإنسانية والاجتماعية، وكنواة لتأسيس وتكوين المجتمع، ولما للزواج من أهمية بالغة في صناعة وتأسيس المجتمع، ودوره المحوري في عملية التنشئة والتركيبة الاجتماعية. فإنه كان ولا زال من الضروري الاهتمام بالقضايا والمشكلات التي قد تسبب أي عائق قد يؤثر سلبا أو إيجابا في هذا البناء المجتمعي وتحقيق أهدافه، أو أي شيء قد يزعزع استقراره بحيث استقرار الحياة الزوجية والأسرية يعد استقراراً للمجتمع الإنساني ككل.[/rtl]
[rtl]ولكن يلاحظ في واقعنا المعاصر وبالذات مع التحولات الاجتماعية والتحديات الثقافية والمتغيرات الاقتصادية السريعة التي يشهدها مجتمعنا العربي المسلم حاليا نتيجة التحديث والمستجدات التي طرأت على سطحه الاجتماعي أدت، بالتالي إلى ظهور أنماط جديدة من السلوكيات والعادات والتقاليد والقيم المستوردة من الغرب وتأثيرها السلبي على النظام الأسري وعلى حياة الناس أنفسهم ونظرتهم إلى المجتمع، وغير بعيد عن موضوعنا هذا، فقد انتشرت مؤخرا وللأسف الشديد بعض الظواهر الفردية والشاذة التي تحاول من الاستنقاص من قيمة الرابطة الزوجية.
حيث تقوم بمظاهر احتفالية للطلاق من قبل بعض الزوجات بطريقة تندي الجبين، وكأن السيدة المطلقة كانت بالأمس سجينة وتحررت منه بعد صدور حكم الطلاق. وتعود إلى البيت وتقيم حفلة بحضور العشرات من المدعوين بصورة تنافي معايير المجتمع وقيمه الأصيلة. تعمد بعض المطلقات إلى نقش الحناء مع الزميلات والتزين بأبهى الحلي والألبسة الفاخرة وتقديم أطعمة متنوعة ومشروبات غازية الحلال منها والحرام، والرقص على ايقاعات موسيقية صاخبة وكأنها نظمت مهرجانا سنويا وقد يبرر بعض أطراف الاحتفال بالطلاق هذه الممارسات المرفوضة جملة وتفصيلا من ذوي الألباب. في حين قد يصفها البعض على أنها نهاية لصراع طويل أو حياة زوجية مليئة بالمشكلات والمنازعات والتفكك الأسري. وقد يبرر آخرون بأن الطلاق وحل العلاقة الزوجية يعني لهم حرية جديدة في الحاضر وخروج من حالة الصراع الذي كان سببا مباشرا في الانفصال. وبغض النظر عن السبب وجوهره الذي يبرر به بعض الأفراد وحاجتهم للاحتفال بعد حدوث الطلاق مباشرة، وحسب رأيي المتواضع، يمكن اعتباره خروج عن القيم والمبادئ التي حث عليها الدين الإسلامي الحنيف وتمرد على المعايير الأخلاقية والاجتماعية، وهذا مؤشر سلبي سيهدد أحد أهم وأبرز أسس البناء الاجتماعي واستقراره "الكيان الأسري".[/rtl]
[rtl] بالتالي أصبح من الضروري على المختصين عمل دراسة شمولية وعلى نطاق واسع للحد والقضاء على هذه السلوكيات المستوردة من الغرب والتي تتعارض وتتنافى مع عادتنا وتقاليدنا وقيمنا الاجتماعية الأصيلة والخالية من جميع الشوائب. وهذا أقل ما يمكن عمله من قبل المختصين لتفادي انتشار هذه الظاهرة في المجتمع العربي المسلم بشكل سريع مما قد تهدد البناء المجتمعي. مع توعية وتحسيس المقبلين على الطلاق أو الذين يعانون من مشاكل اجتماعية على ضرورة التواصل مع المؤسسات الاجتماعية الإرشادية والوقائية المتخصصة والتشاور معهم لإيجاد الحلول المناسبة أو الخروج بأقل الأضرار. وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما خاب من استخار، ولا ندم من استشار، ولا حال من اقتصد" ولا ضير من الاستشارة مع ذوي الاختصاص مثل لجان إصلاح ذات البين وغيرها من المؤسسات الاجتماعية.
وأخيرا إليكم بعض الأسئلة المتعلقة لنفض الغبار عن ظاهرة خطيرة: أين هو دور المؤسسات الاجتماعية والدينية والإعلامية والثقافية والتربوية والتعليمية في رفع مستوى الوعي الأسري؟ وكيف السبيل لتنوير المجتمع العربي وتوعيته بكل ما يخالف عادتنا وتقاليدنا وقيمنا الأصيلة؟ وهل يمكن اعتبار هذه الظاهرة تهديدا للنسيج الاجتماعي؟ وكيف سيتم استئصال بعض الأمراض الاجتماعية والفكرية والثقافية من المجتمع العربي؟ .... كلمة بأقلامكم الحرة.
بقلم: منير العلوي[/rtl]
[rtl]كما نعلم جميعا أن كل شيء في هذا الكون قائم على الازدواج، لقوله تعالى: " ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون، سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون". وقوله تعالى: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة " وهناك العديد من الآيات الكريمة التي تثبت ضرورة التزاوج بين الذكر والأنثى لتستمر حياة البشرية بصفة عامة، وبهذا ستتسع دائرة المودة والرحمة والترابط بين الناس بعضهم لبعض، كما ديننا الإسلامي حث على ضرورة الزواج ورغًب فيه، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: " أتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني "[/rtl]
[rtl]وكما هو متعارف بين الشعوب والأمم أن مفهوم الزواج بمثابة اللبنة الأولى من لبنات تأسيس المجتمع الإنساني، وعليه تقوم جميع المجتمعات البشرية وتُعوِّل على استقراره وتماسكه لإنتاج نسيج أسري على أرضية صلبة يساهم بشكل من الأشكال في البناء الاجتماعي ووظائفه المختلفة، والزواج عقد يجمع بين رجل وامرأة بهدف تأسيس أسرة عن طريق إنجاب الأطفال والعناية بهم وتربيتهم. وقد نعتبر أن علاقة الزوج بالزوجة علاقة ذات قدسية اجتماعية كونها من أعظم العلاقات الإنسانية والاجتماعية، وكنواة لتأسيس وتكوين المجتمع، ولما للزواج من أهمية بالغة في صناعة وتأسيس المجتمع، ودوره المحوري في عملية التنشئة والتركيبة الاجتماعية. فإنه كان ولا زال من الضروري الاهتمام بالقضايا والمشكلات التي قد تسبب أي عائق قد يؤثر سلبا أو إيجابا في هذا البناء المجتمعي وتحقيق أهدافه، أو أي شيء قد يزعزع استقراره بحيث استقرار الحياة الزوجية والأسرية يعد استقراراً للمجتمع الإنساني ككل.[/rtl]
[rtl]ولكن يلاحظ في واقعنا المعاصر وبالذات مع التحولات الاجتماعية والتحديات الثقافية والمتغيرات الاقتصادية السريعة التي يشهدها مجتمعنا العربي المسلم حاليا نتيجة التحديث والمستجدات التي طرأت على سطحه الاجتماعي أدت، بالتالي إلى ظهور أنماط جديدة من السلوكيات والعادات والتقاليد والقيم المستوردة من الغرب وتأثيرها السلبي على النظام الأسري وعلى حياة الناس أنفسهم ونظرتهم إلى المجتمع، وغير بعيد عن موضوعنا هذا، فقد انتشرت مؤخرا وللأسف الشديد بعض الظواهر الفردية والشاذة التي تحاول من الاستنقاص من قيمة الرابطة الزوجية.
حيث تقوم بمظاهر احتفالية للطلاق من قبل بعض الزوجات بطريقة تندي الجبين، وكأن السيدة المطلقة كانت بالأمس سجينة وتحررت منه بعد صدور حكم الطلاق. وتعود إلى البيت وتقيم حفلة بحضور العشرات من المدعوين بصورة تنافي معايير المجتمع وقيمه الأصيلة. تعمد بعض المطلقات إلى نقش الحناء مع الزميلات والتزين بأبهى الحلي والألبسة الفاخرة وتقديم أطعمة متنوعة ومشروبات غازية الحلال منها والحرام، والرقص على ايقاعات موسيقية صاخبة وكأنها نظمت مهرجانا سنويا وقد يبرر بعض أطراف الاحتفال بالطلاق هذه الممارسات المرفوضة جملة وتفصيلا من ذوي الألباب. في حين قد يصفها البعض على أنها نهاية لصراع طويل أو حياة زوجية مليئة بالمشكلات والمنازعات والتفكك الأسري. وقد يبرر آخرون بأن الطلاق وحل العلاقة الزوجية يعني لهم حرية جديدة في الحاضر وخروج من حالة الصراع الذي كان سببا مباشرا في الانفصال. وبغض النظر عن السبب وجوهره الذي يبرر به بعض الأفراد وحاجتهم للاحتفال بعد حدوث الطلاق مباشرة، وحسب رأيي المتواضع، يمكن اعتباره خروج عن القيم والمبادئ التي حث عليها الدين الإسلامي الحنيف وتمرد على المعايير الأخلاقية والاجتماعية، وهذا مؤشر سلبي سيهدد أحد أهم وأبرز أسس البناء الاجتماعي واستقراره "الكيان الأسري".[/rtl]
[rtl] بالتالي أصبح من الضروري على المختصين عمل دراسة شمولية وعلى نطاق واسع للحد والقضاء على هذه السلوكيات المستوردة من الغرب والتي تتعارض وتتنافى مع عادتنا وتقاليدنا وقيمنا الاجتماعية الأصيلة والخالية من جميع الشوائب. وهذا أقل ما يمكن عمله من قبل المختصين لتفادي انتشار هذه الظاهرة في المجتمع العربي المسلم بشكل سريع مما قد تهدد البناء المجتمعي. مع توعية وتحسيس المقبلين على الطلاق أو الذين يعانون من مشاكل اجتماعية على ضرورة التواصل مع المؤسسات الاجتماعية الإرشادية والوقائية المتخصصة والتشاور معهم لإيجاد الحلول المناسبة أو الخروج بأقل الأضرار. وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما خاب من استخار، ولا ندم من استشار، ولا حال من اقتصد" ولا ضير من الاستشارة مع ذوي الاختصاص مثل لجان إصلاح ذات البين وغيرها من المؤسسات الاجتماعية.
وأخيرا إليكم بعض الأسئلة المتعلقة لنفض الغبار عن ظاهرة خطيرة: أين هو دور المؤسسات الاجتماعية والدينية والإعلامية والثقافية والتربوية والتعليمية في رفع مستوى الوعي الأسري؟ وكيف السبيل لتنوير المجتمع العربي وتوعيته بكل ما يخالف عادتنا وتقاليدنا وقيمنا الأصيلة؟ وهل يمكن اعتبار هذه الظاهرة تهديدا للنسيج الاجتماعي؟ وكيف سيتم استئصال بعض الأمراض الاجتماعية والفكرية والثقافية من المجتمع العربي؟ .... كلمة بأقلامكم الحرة.
بقلم: منير العلوي[/rtl]
