* بعمق ويقين أقول: لو كانت للمادة قيمة عليا في جوهر الوجود لما كان الرُّسل بهذا الجلال..!* والمادة هي )الأفيون( المسيطر على العقل الجمعي للسلطة المتأسلمة وأجهزتها في السودان؛ سيطرة تنسيها واجباتها الإنسانية حيال الخلق.. ولذلك تظل على نقيض من القيم التي تؤدي إلى الهيبة والإجلال والتوفيق..!* الشهوانية للمادة )كمسكب شخصي ضيِّق( انتجت لنا وزارات وقيادات قزّمت السودان.. جعلت منه نموذج في ضرب الأمثال السيئة والتهكُّم.* النصوص أدناه هي بعض )متعلقات( المقدمة..!)1(باعتبار ما سيكون وغالباً )لن يكون( تنشط السلطة في السودان بنشر الخطط المؤجلة للمجهول والأمنيات)الهوائية(؛ في أخبار مضطردة تنبيك ببؤس التدابير؛ لا يجنى المواطن من هذه الأخبار سوى الإحباط..! مثلاً: كم مرة قرأنا عن قرب انضمام السودان لمنظمة التجارة العالمية؟! لا أدري.. ولكن كثير..! وكم قرأنا عن زيارة لوفد استثماري دون التماس فائدة بالأرقام والحقائق عقب الزيارة )إذا تمّت(..! وعلى الصعيد الداخلي كم خطة أو آلية مزمع تنفيذها على غِرار المفوضية )الخيالية جداً( لمكافحة الفساد؟!)2(الكيان الطرطوري الذي يُسمى الحركة الإسلامية؛)يكشف( من حين لآخر عن شيء يُطلق عليه )البرامج الدعوية والتزكوية(؛ تنوي الكائنات الاسلاموية تنفيذ هذا الشيء بين قطاعات المجتمع السوداني.. كأن أهل العقول ينتظرونهم..!* السؤال الذي يدور في خاطر أي إنسان سَوي غير متشرب بأوهام الجماعة المتأسلمة هو: )يدعون لماذا ويزكون ماذا(؟! لقد لوثت الكلمات الدعائية الاستهبالية أسماعنا طوال 28 سنة وما يزال الخبثاء يمارسون أضاليلهم باسم الله؛ رغم أن المجتمع فضحهم بشدة..!* هل الدعوة للدين مثلاً؟! فمن الذي يحتاج لها في بلد كالسودان المسلم )المريض( المحطّم؟! ومتى كانت الجماعة الإسلاموية مؤهلة لعمل يشرِّف الدين وهي تفتقدلأبسط قيمه؛ كما دلّت التجارب؟!)3(من قبل قرأنا عن موقف مشرف للشيخ جابر الخالد وزير الداخلية الكويتي في 2011م؛ والذي قدم استقالته إثر وفاة مواطن بسبب التعذيب في مخفر الشرطة.. ثم قال قولته: )لا أرضى ولا يشرفني أن أقود وزارة تعتدي علىالمواطنين(.* إنها رسالة للذين لا يتعلمون من الأيام والتاريخ الطويل مع الاستبداد والإنتهاكات.. فهنالك من يبيدون خلقاً كثيراً غير آبهين بشيء، ناهيك عن كونهم يعرفون أدب الإستقالة.. ونعني حكامنا المتأسلمين الذين يحملون رخصة مشاعة للفظائع تحت ستار )حماية الدين والوطن(..!* وفي أنباء هذا الأسبوع: )رفضت دولة الكويت الاعتراف بجوزات السفر السودانية الممنوحة للسوريين، وقالت إنها لن تتعامل معهم باعتبارهم سودانيين رغم الطلبات التي تقدموا بها لتغيير المواطنة. وجاء القرارالكويتي عقب إبلاغ مسؤولين سودانيين السلطات الكويتية بأن عدداً من السوريين حصلوا على الجوازات السودانية عنطريق التحايل على القانون، وهو الأمر الذي اعتبرته الكويت تهديداً لأمنها القومي(.* هذا موجز من الخبر.. ولأن الكويت دولة شفافة محترمة)حكومة وعساكر!!( لم تسمح بالفوضى مثلما هي معربدة في البلاد المحكومة بعصابات )لا سياج لها( ولا أخلاق..!* المسؤولون السودانيون لا يستحون وهم يتحدثون عن حصول السوريين على الجوازات عن طريق التحايل..! فلو لم تكن الفوضى في السودان ممسكة بالرقاب والثغرات وافرة لما وجد التحايل سبيلاً.. ولكن.. يرمون اللوم على السوريين وهم مبتدأ ومنتهى السقوط..!