سلسلة الدروس الفقهية المتعلقة بأحكام الصيام
(32) الدرس الثاني والثلاثون:
آداب الصيــــام :
هناك آداب شرعية ينبغي أن يتحلى بها الصائم.
وهذه الآداب متنوعة:
1 - منها: ما يتعلق بالإفطار.
2 - ومنها: ما يتعلق بالسَّحور.
3 - ومنها: ما يتعلق بالصائم في نفسه.
وإليك تفصيل هذه الآداب:
المبحث الأول: الآداب المتعلقة بالإفطار :
1⃣ تعجيل الفطر: يستحب للصائم تعجيل الفطر عند التحقق من غروب الشمس.
وقد دلَّ على هذا الأدب السُّنة والإجماع.
أما أدلة السُّنة: أ – فمنها: ما أخرجه البخاري (1957) ومسلم (1098) من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ».
قال النووي في «شرح صحيح مسلم» (7/208): «فيه الحث على تعجيله بعد تحقق غروب الشمس، ومعناه: لا يزال أمر الأمة منتظمًا وهم بخير ما داموا محافظين على هذه السُّنة، وإذا أخَّروه كان ذلك علامة على فساد يقعون فيه».
2⃣ يستحب للصائم أن يُفطر على تمر، سواء كان رُطَبًا أو غيره، فإن لم يجد أفطر على ماء.
ودليل ذلك ما يلي:
ما أخرجه أبو داود بسند صحيح من حديث سليمان بن عامر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذَا أَفْطَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى تَمْرٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى الْمَاءِ، فَإِنَّهُ طَهُورٌ».
3⃣ إذا لم يجد الصائم ما يُفطر عليه؛ فإنه ينوي الفطر بقلبه.
وقال أيضًا (20/261): «فإن لم يجد رُطَبًا ولا تمرًا ولا ماء أفطر على ما تيسَّر من طعام أو شراب حلال، فإن لم يجد شيئًا نوى الإفطار بقلبه، ولا يَمصُّ إصبعه، أو يجمع ريقه ويبلعه، كما يفعل بعض العوام».
4⃣ ما يقال عند الإفطار:
يستحب للصائم أن يدعو عند فطره : بما أخرجه أبو داود (2357) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ إِذَا أَفْطَرَ: ذَهَبَ الظَّمَأُ، وَابْتَلَّتِ الْعُرُوقُ، وَثَبَتَ الْأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللهُ.
صحَّحه الحاكم، وحسَّنه الحافظ ابن حجر، والشيخ الألباني.
تنبيه: متى يدعو بهذا الدعاء؟
ذكر الشيخ أحمد بن عوض المرداوي في «فتح وهاب المآرب على دليل الطالب لنيل المطالب» (1/577) ان مقتضى الحديث: أنه بعده؛ فإنه قال: إذا أفطر».
وفي الدرس القادم بإذن الله تعالى نتحدث عن آداب السحور.
وكتبه: أبو حذيفة إمام بن علي الأثري.
