منتدى احلى تطوير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى احلى تطويردخول

منتدى احلى تطوير لتطوير المواقع والمنتديات


descriptionالحضارة الإسلامية في المغرب بعد سقوط غرناطة Emptyالحضارة الإسلامية في المغرب بعد سقوط غرناطة

more_horiz
الحضارة الإسلامية في المغرب بعد سقوط غرناطة

-----------------------------------------
عندما دخل الأندلسيون إلى المغرب استعجم المغاربة أخلاقهم ولغتهم. وفي رحلة موريط أن الرباطيين كانوا يتكلمون بالأسبانية، وكل هذا كان سببًا في حدوث نفرة بينهم وبين جيرانهم فألف عبدالرفيع سنة 1052هـ كتابًا في الدفاع عن إسلام الأندلسيين، غير أن الأندلسيين حملوا إلى المغرب حضارتهم وثقافتهم وكان لهم أثر عميم في حفظ الصناعة والثقافة والملاحة الأندلسية، ولقد لعبوا دورًا في القرصنة البحرية، ولم يمض على مكثهم بالمغرب مدة قليلة حتى ظهر أثرهم جليًا في الحياة الاجتماعية المغربية، وفي الأدب والعمارة بصفة خاصة، فكونوا مدرسة ثقافية تمتاز بخصائص الأدب الأندلسي من رقة وصفاء، وقدرة على مزج العاطفة بالطبيعة مع سحر الألفاظ وتناسق في انتقاء التعابير، وفي مقدمة سوق المهر ذكر لنماذج من هذا الأدب المغربي الذي يذكرنا بأدب الفردوس المفقود، كما يضم تاريخ تطوان للمؤرخ محمد داود وصفًا حيًا لحياة المهاجرين الأندلسيين إلى تطوان وأدبهم. وتجاوز هذا التأثير ميدان الأدب إلى ميدان الفن حيث عملت يد الصناع الأندلسيين على بناء ما يذكرهم ببلادهم، وكذلك حملوا معهم الموسيقى الأندلسية بأطباعها المختلفة، وأساليبهم في الري، ولم ينسوا أن يحافظوا على مظهرهم الاجتماعي الأندلسي سواء في حفلاتهم وأعيادهم أو في لباسهم أو في فنون خياطة الملابس لنسائهم من تخريم وطرز وغير ذلك. وظلوا متمسكين بتقاليدهم لم يفرطوا في شيء منها، بل إنهم حملوا معهم إلى الرباط توابيت علمائهم وصلحائهم فدفنوها من جديد لتعيش معهم في أرضهم الجديدة. ولمعرفتهم بلغة الأسبان والفرنج، ومعرفتهم بعوائد الغرب، وأنظمته فقد كان منهم السفراء إلى البلاد الأوروبية. وفي الاغتباط بتراجم قضاة الرباط لأبي جندار ذكر لعدد من علمائهم وأدبائهم وشعرائهم. وكان لطرد مسلمي الأندلس أثر في إذكاء روح البغضاء في العالم الإسلامي لعمل المسيحيين، وقد استفتى الخليفة سليمان القانوني شيخ الإسلام أبا السعود الغمادي الدمشقي في إكراه النصارى على ترك دينهم أو الجلاء، فأبى شيخ الإسلام عليه ذلك، لأن الإسلام لا يسمح بالإكراه في الدين.
وكان للأندلسيين اليد الطولى في الأدب والعلم والصناعة والزراعة حتى ضايقوا أهل البلاد، وقطعوا أرزاقهم. وكان لايستعمل بلدي إذا وجد أندلسي، وذكر ابن خلدون عن رحلتهم إلى المغرب، وأثرهم القوي في إنعاش حضارتهم فيه في مقدمته بقوله: " وألقت الأندلس بأفلاذ كبدها... إلى إفريقيا، ولم يلبثوا أن انقرضوا وانقطع سند تعليمهم في هذه الصناعة لعسر أهل العدوة لها وصعوبتها عليهم وعوج ألسنتهم ورسوخهم في العجمة البربرية". وكان بالرباط كثير من النسوة المنحدرات من الأسر الأندلسية ينسجن أنواعًا من التعاليق والستور عجيبة التشبيك، وفي الفلاحة حمل الأندلسيون الواردون على الرباط خلاصة تجاربهم الفلاحية، وبالرجوع إلى كتاب الفلاحة الأندلسية للطنفري زهر البستان ونزهة الأذهان، وكتاب الفلاحة الأندلسية لأبي زكريا يحيى ابن العوام الأشبيلي نجد تحليلاً دقيقًا لفن الفلاحة الذي يعتمد على اختيار الأرض والمياه والغراسة وتربية الماشية واختزان التين والتفاح والكمثرى والسفرجل والأترج والرمان والأجاص والعنب والقسطل والفستق والبلوط ومن تطعيم الزهور وتلوينها والتثمير في غير الأوان. ومن عادة الأندلسيين الرباطيين أن يهتم المعلمون بتعليم الصبيان آخر رمضان أساليب تزويق الألواح بدوائر وخطوط هندسية يلونونها بمختلف الأصباغ لتدريبهم على مبادئ الهندسة. أما في الأندلس فقد تحول المورسكوس في أسبانيا المسيحية بعد نشاط محاكم التفتيش ضدهم إلى مزارعين يعملون في الإقطاعيات التي يملكها النبلاء، ونظرًا لخبرتهم ونشاطهم فقد أصبحوا عمدة الفلاحة والغراسة والاقتصاد بصفة عامة مما جعل النبلاء يقاومون الكنيسة في حملتها التنصيرية لما يفقدها ذلك من مزايا اليد العاملة. وعندما ظهرت حركة العمال لمقاومة النبلاء كانت دعوتهم إلى تنصير المسلمين ليضعفوا قوة النبلاء، لكن المسلمين آثروا العبودية وخدمة النبلاء بدل التنصير المفروض عليهم. وبعد سنة 1521م عادت الكنيسة من جديد إلى الحملة التنصيرية عن طريق محكمة التفتيش، وأنهت فظائعها بإجلاء الموريسكيين عن الأندلس، ولم يمنع ذلك من بقاء كثير من المسلمين بأسبانيا تنصروا ظاهريًا فقط كما حدث عنهم الغساني في رحلته افتكاك الأسير وبعد انتصار الجمهوريين بأسبانيا جاهر كثير من الموريسكيين الأسبان بأصلهم، فتفوقوا بأوروبا، وكانوا من أعلام الفكر بجامعاتها، وفي أمريكا الجنوبية وبالأخص في الأرجنتين والبرازيل وفي أرخبيل الفلبين حيث ماتزال بقية منهم في جزيرة مور كما استوطنوا إفريقيا الشمالية والسنغال التي ماتزال تحتفظ ببقايا منهم. ولم يمنع ذلك كله كثيرًا من المسلمين الذين تنصروا ظاهريًا فقط أخذًا بمذهب التقية البقاء لأن البلاد لاتستغني عنهم، كما يقول المثل الأسباني "حيث لا عرب لا فائدة". ويذكر شكيب أرسلان في كتابه حاضر العالم الإسلامي أن ظهور كراهية النبلاء والرهبان بين هؤلاء ليست نتيجة رواج المبادئ الشيوعية أو الاشتراكية، بل ثمة عرق عربي عاد فنزع في الأندلس بعد إعلان الحكم الجمهوري.
وقد حمل العلماء الأندلسيون إلى الغرب عدة مصطلحات عربية فقد كانوا يلجون الجامعات الأوروبية سواء الأسبانية أو الفرنسية أو غيرها، وحتى الجامعات الأسبانية في أمريكا اللاتينية عندما هاجر إليها الأسبانيون. فنقل هؤلاء كل معطيات الحضارة الإسلامية إلى أوروبا، وكذلك نقل الموريسكيون عندما هاجروا من الأندلس إلى المغرب كلمات أسبانية مما يعتبر من آثار التداخل الثقافي.
وفي الرباط بالخصوص ذكر مؤلف سوق المهر أن قدماء المهاجرين الأندلسيين ساروا في البلاد، ونشروا ما حملوا من علوم وآداب: "ورغم سقوط دولتهم فإن حياة الأفكار كانت متوقدة مشبوبة، لأن سقوط الدولة لم يكن عن هرم طبيعي، وإنما أودى بها الشقاق وعجل بدمارها الافتراق". وكان الأندلسيون يؤثرون أن يسموا بالأندلسيين بينما كان المؤرخون العرب يسمونهم بالمهاجرين الأندلسيين وأحيانًا يلقبون بالغرباء. أما المسيحيون منهم فكانوا يلقبون بالموريسكوس أو بالمدجنين وهم الذين كانوا موزعين في أسبانيا قبل سقوط غرناطة وضواحيها، والذين يعيشون في كنف الممالك الأسبانية منذ عهد المرابطين، وكانوا أرقى حضارة من الأوروبيين المسيحيين.
وكلمة الموريسكوس تصغير لكلمة موروس وهو لقب يطلق على جميع المسلمين الذين كانوا يحكمون الأندلس ثم غلبوا على أمرهم فصغر اسمهم تهوينًا لهم. ويرجع أصل هذه الكلمة إلى اللغة البربرية مور وتعني المغرب. ودخلت اللغة اللاتينية فأصبحت كلمة تعني سكان المغرب، حيث كان جنوب المغرب يسمى بموريتانيا.
ومنذ القدم أطلق سكان ليبيا كلمة موريتانيا - تنزانيا على المغرب العربي، ثم أصبح الوافدون عليهم من هؤلاء يسمون بالمورس مختصرًا عن موريتانيا. وأخيرًا أطلقوا هذا الاسم على كل عربي ومسلم، لأن المغرب باب الوافدين على أسبانيا، ولهذا فتترجم إلى عربي أو متعرب أما كلمة الموريسكوس فتعني المسلمين والعرب والمدجنين الذين ظلوا منتشرين في أسبانيا والبرتغال قبل سقوط غرناطة.


descriptionالحضارة الإسلامية في المغرب بعد سقوط غرناطة Emptyرد: الحضارة الإسلامية في المغرب بعد سقوط غرناطة

more_horiz
يا لها من حضارة جميلة
شكرا اخي على طرح المعلومات القيمة


في انتظار جديدك
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى