الطريقة الصحيحة لتحذير العوام من الأشخاص والجماعات المنحرفة لفضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله
السؤال :
ما هي الطريقة المثلى التي يسلكها الإمام السلفي لتعليم العوام أمور دينهم خاصة المسائل المنهجية ، فإذا أراد مثلا أن يحذرهم من شخص أو من جماعة فما هو السبيل الذي يسلكه معهم لتعليمهم هذه الأمور خاصة وأن العامة ينفرون من مثل هذه المسائل ؟
الجواب :
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه .
أما بعد :
فإن على حملة العلم من العلماء وكبار الطلاب الذين شدوا في العلم أن يعلموا الناس ، ويبلغونهم رسالة الله عز وجل في المدارس والجامعات والمساجد وفي الندوات وفي الوسائل المشروعة ، لأن هناك وسائل محرمة ، هناك وسائل مشروعة إذا ظفر بها المسلم فعليه أن يستغلها لنشر دعوة الله ـ تبارك وتعالى ـ .
لأن العلماء ورثة الأنبياء ، والأنبياء دعاة إلى الله ـ تبارك وتعالى ـ بعثهم الله ليدعوا الناس إلى توحيده والإيمان به ، والإيمان بما أوجب الله من الإيمان به من الإيمان بالرسل ، والملائكة ، والكتب ، والجنة والنار ، وما يتعلق بهما من البعث والنشور ، وعذاب القبر ، والمرور على الصراط وغيرها مما له تعلق بالعقيدة والدعوة ، والتعليم بالتفصيل بقدر ما يستطيع ، والعوام يفهمهم بالتفصيل بقدر ما يستطيع .
لأن هذه الأمور التي ذكرت الآن أساسية وعظيمة ولابد منها ، ولا يكون المرء مؤمنا إلا بها ، فيركز على هذه الأمور ثم على الصلاة بالتفصيل فيها ، حتى يعرف الناس كيف يعبدون ربهم ويقومون بهذا الركن العظيم الثاني ، لأن الركن الأول الشهادتان ، ويعلمهم أمور الزكاة والصوم والحج ، وتحريم المحرمات من الزنا والفحش وشرب الخمر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وسائر المحرمات التي يجب على المسلم أن يجتنبها .
كذلك الغيبة والنميمة ، وسائر الكبائر التي حذر منها الله ـ تبارك وتعالى ـ ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ذكرها الله ـ تبارك وتعالى ـ في كتابه وذكرها رسوله ـ عليه الصلاة والسلام ـ وكثير منها يعني معروف لدى خاصة الناس وعامتهم ، ولكن عندما يحدثهم الإنسان بعلم وبتفصيل وبسياق الأدلة يزيد الناس علما وبصيرة .
فتقوى فيهم ملكة التقوى ومراقبة الله ـ تبارك وتعالى ـ ثم من خلال هذا التعليم إذا جاء داع إلى التحذير من البدع يحذر منها على وجه العموم ، وإذا كان هناك من له نشاط في نشر البدع والضلالات فيذكر هذه البدع وينسبها إلى قائلها ويفندها بعلم وحكمة ، لا بقصد التشفي ولا بقصد الطعن في الناس والتشويش، فإن هذه المقاصد السيئة قد تحول هذا العمل إلى معصية .
فالمرء يتقرب إلى الله ـ تبارك وتعالى ـ بهذا النصح وبهذا التحذير ، يريد بذلك وجه الله وحماية الناس من الأضرار التي تلحقهم في دينهم وتعرضهم لسخط الله في الدنيا والآخرة ، يكون هذا مقصده مقصدا ساميا يريد بذلك وجه الله ونفع الناس وإبعادهم عن الشر وما يضرهم في دينهم ودنياهم ، فالطريقة والأسلوب يختلف من شخص إلى شخص ، ولكل حادث حديث كما يقال ، ويرى الحاضر ما لا يراه الغائب ، والمواقف تعلم الإنسان كيف يتكلم ، كيف يعالج مثل هذه المشاكل .
ليس هناك قالب واحد وصورة جامدة يبقى على طول حياة الإنسان يلتزمها ، وإنما هي مواهب من الله وعطاء من ربنا سبحانه وتعالى ، يوفق الله أناسا ، فينفع الله بهم ، ويحاول الداعية إلى الله سواء كان إمام مسجد أو غيره أن يضع نصب عينيه (( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن )) [ النحل : 125 ] .
فهذه ترسم جانبا من جوانب الدعوة إلى الله ـ تبارك وتعالى ـ بل ترسم أصولا من أصول الدعوة إلى الله ـ تبارك وتعالى ـ ، أن يضعها المسلم نصب عينيه، يعالج بها المشاكل ، ويفيد بها الناس ويذهب بهم إلى دين الله الحق ، هذا ما أقوله إجابة على هذا السؤال .
المصدر :
فتاوى فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله [ ج 1 / ص :218 ]
السؤال :
ما هي الطريقة المثلى التي يسلكها الإمام السلفي لتعليم العوام أمور دينهم خاصة المسائل المنهجية ، فإذا أراد مثلا أن يحذرهم من شخص أو من جماعة فما هو السبيل الذي يسلكه معهم لتعليمهم هذه الأمور خاصة وأن العامة ينفرون من مثل هذه المسائل ؟
الجواب :
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه .
أما بعد :
فإن على حملة العلم من العلماء وكبار الطلاب الذين شدوا في العلم أن يعلموا الناس ، ويبلغونهم رسالة الله عز وجل في المدارس والجامعات والمساجد وفي الندوات وفي الوسائل المشروعة ، لأن هناك وسائل محرمة ، هناك وسائل مشروعة إذا ظفر بها المسلم فعليه أن يستغلها لنشر دعوة الله ـ تبارك وتعالى ـ .
لأن العلماء ورثة الأنبياء ، والأنبياء دعاة إلى الله ـ تبارك وتعالى ـ بعثهم الله ليدعوا الناس إلى توحيده والإيمان به ، والإيمان بما أوجب الله من الإيمان به من الإيمان بالرسل ، والملائكة ، والكتب ، والجنة والنار ، وما يتعلق بهما من البعث والنشور ، وعذاب القبر ، والمرور على الصراط وغيرها مما له تعلق بالعقيدة والدعوة ، والتعليم بالتفصيل بقدر ما يستطيع ، والعوام يفهمهم بالتفصيل بقدر ما يستطيع .
لأن هذه الأمور التي ذكرت الآن أساسية وعظيمة ولابد منها ، ولا يكون المرء مؤمنا إلا بها ، فيركز على هذه الأمور ثم على الصلاة بالتفصيل فيها ، حتى يعرف الناس كيف يعبدون ربهم ويقومون بهذا الركن العظيم الثاني ، لأن الركن الأول الشهادتان ، ويعلمهم أمور الزكاة والصوم والحج ، وتحريم المحرمات من الزنا والفحش وشرب الخمر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وسائر المحرمات التي يجب على المسلم أن يجتنبها .
كذلك الغيبة والنميمة ، وسائر الكبائر التي حذر منها الله ـ تبارك وتعالى ـ ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ذكرها الله ـ تبارك وتعالى ـ في كتابه وذكرها رسوله ـ عليه الصلاة والسلام ـ وكثير منها يعني معروف لدى خاصة الناس وعامتهم ، ولكن عندما يحدثهم الإنسان بعلم وبتفصيل وبسياق الأدلة يزيد الناس علما وبصيرة .
فتقوى فيهم ملكة التقوى ومراقبة الله ـ تبارك وتعالى ـ ثم من خلال هذا التعليم إذا جاء داع إلى التحذير من البدع يحذر منها على وجه العموم ، وإذا كان هناك من له نشاط في نشر البدع والضلالات فيذكر هذه البدع وينسبها إلى قائلها ويفندها بعلم وحكمة ، لا بقصد التشفي ولا بقصد الطعن في الناس والتشويش، فإن هذه المقاصد السيئة قد تحول هذا العمل إلى معصية .
فالمرء يتقرب إلى الله ـ تبارك وتعالى ـ بهذا النصح وبهذا التحذير ، يريد بذلك وجه الله وحماية الناس من الأضرار التي تلحقهم في دينهم وتعرضهم لسخط الله في الدنيا والآخرة ، يكون هذا مقصده مقصدا ساميا يريد بذلك وجه الله ونفع الناس وإبعادهم عن الشر وما يضرهم في دينهم ودنياهم ، فالطريقة والأسلوب يختلف من شخص إلى شخص ، ولكل حادث حديث كما يقال ، ويرى الحاضر ما لا يراه الغائب ، والمواقف تعلم الإنسان كيف يتكلم ، كيف يعالج مثل هذه المشاكل .
ليس هناك قالب واحد وصورة جامدة يبقى على طول حياة الإنسان يلتزمها ، وإنما هي مواهب من الله وعطاء من ربنا سبحانه وتعالى ، يوفق الله أناسا ، فينفع الله بهم ، ويحاول الداعية إلى الله سواء كان إمام مسجد أو غيره أن يضع نصب عينيه (( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن )) [ النحل : 125 ] .
فهذه ترسم جانبا من جوانب الدعوة إلى الله ـ تبارك وتعالى ـ بل ترسم أصولا من أصول الدعوة إلى الله ـ تبارك وتعالى ـ ، أن يضعها المسلم نصب عينيه، يعالج بها المشاكل ، ويفيد بها الناس ويذهب بهم إلى دين الله الحق ، هذا ما أقوله إجابة على هذا السؤال .
المصدر :
فتاوى فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله [ ج 1 / ص :218 ]