الدولة التي لا يهمها شأن الإنسان الذي كرمه الله.. لا يمكن أن نطلب منها أن تراعي ما يلي الحيوان من أهميةفي رفعة اقتصادها ولن توليه رعاية تزيد من إنتاجه النوعيوالكمي ..طالما أن المتوفر منه يسد فجوة في خزانتها العامة التي تزداد الثقوب كل يوم في كل جوانبها بمثاقيب الفساد والتجنيب وضعف الإنتاج وتواضع الصادر و تضخم الوارد وسوء إدارة المال العام سفها في الصرف البذخي على أجهزة البطش وعصابات حماية النظام و حروب إطالة عمر التسلط المدنية منها والعسكرية !ينشغل الناس كثيراً هذه الأيام كما هو ملاحظ لاسيما الصحفيون وكتاب الأعمدة الراتبة في الصحف الورقية والاسفيرية تعقيباً و إنتقاداً لقرار وزارة الثروة الحيوانية وبإيحاء من مجلس الوزراء الجديد المترهل الكلفة ..على خلفية ذلك القرار المجحف و السيء العواقب القاضي بفك الحظر عن تصدير أناث الضأن الى الخارج وتحديدا المملكة العربية السعودية !فالموضوع لأهميته وجد قدرا طيباً من القاء الضوء بما يلفت النظر الى خطورته على مستقبل تكاثر هذا النوع من الحيوان على المدى البعيد ..ولكن حكومة الإنقاذ دائما تعتبر نفسها بعيرا يمضي غير آبه لنباح من تعتبرهم كلاباً وليسوا مواطنين .. بل أن النقدغالبا ما يزيدها عناداعلى التمسك بالخطأ مهما كانت درجة فداحته..!و لكن ورغم كل ذلك يظل البوح بما يعتمل في النفوس من خوف على تطور إنتاجنا الحيواني هو أضعف الإيمان قولا للحق في وجه سلطان جائر !فليت المسالة وقفت عند تصدير أناث الحيوانات فحسب .. وأناث البشر السودانيات اللائي دفعت بهن سياسات الإنقاذ الى إرتياد الدروب الوعرة في بلاد الناس الذين كنا أغلى إنسان في نظرهم على مدى عقود من غربتنا ..هاهي اسعارهن في سوق العرض على قارعة الطرق في بلادالخليج والقاهرة ونواحٍ أخرى هي الأرخص عن سعر أناث النعاج..وهي الحقيقة الجارحة التي تحملها الينا بكل اسف الأخبار الواردة لنا ونحن في الأصقاع البعيدة كلما زادات أفواج الخارجات بحثاً عن لقمة مرة الطعم مغموسة في دنس الرذيلة أو بضاعة يجلبنها مقابل شرف كان عصياً حتى على أبناء البلاد ولو نثروا تحت أقدام صاحبات الصون قناطير الذهب والفضة ..!فأنتبهوا ايها الأباء والأمهات وكل أولياء الأمور والأزواج المتغافلين قسرا في ظل الظروف التي لوت أذرع النخوة.. وبدلا عن وضع الكف على إحدى العينين .. تمعنوا جيدا ما تأتي به بناتكم بكامل الأنظار إن كان من عرق الحبين أومن عصارة العفاف المسكوبة لذئاب المتعة الحرام !عافى الله وطننا من كل علل زمانه الدخيلة و أزاح عنه غمة من كانوا السبب في تنكيس رؤوس أهله التي كانت عاليةتتباهى بما هو في طريقه الى الأفول إذا لم نتحوط بالصرامة جيداً..ولكم العتبى إن أسرفت في الصراحة لعلمي ويقيني أنكم تتفهمون الدوافع والمقاصد !
