بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على رسول الله و آله و صحبه و من اتبع هداه
سائل يقول:
نحن نفكر كثيرًا في الصلاة، فما يزيد الخشوع في الصلاة؟
هو الاستحضار، أهم أمر يا إخوة أنّ الإنسان يُقبِل على الصلاة بقلبه وهو قادم إليها، فرِّغ قلبك قبل أن تصل إلى المسجد، *حاول أن تتخفَّف من المشاغل القلبية قبل أن تصل إلى المسجد.*
ثم إذا دخلت في الصلاة وقلت:
*«الله أكبر»*
فاستشعر هذه الكلمة
*«الله أكبر»*
استشعر بها وتيقّن،
*فإذا كان الله – عز وجل - أكبر فكيف تشتغل بمن دونه في صلاتك؟ وأنت تناجي ربك.*
ثم انتبه لقلبك، يعني كن كمن يراقب طفلًا عند النار، ما يغفل عنه، يعني لو كان هناك نار موقدة وكان هنالك طفل حولها، فإن والده لا يغفل عنه، دائمًا يرقبه، هكذا افعل مع قلبك في الصلاة.
فبمجرد أن يتسلل الشيطان تتنبّه له وتصرف الشيطان عن قلبك.
*والمسألة تحتاج إلى جهاد*؛ لأنّ الخشوع في الصلاة من ألذّ ما يناله العبد في الدنيا، أحلى من العسل وما هو أحلى من العسل ؟
ولا يُنال مثل هذا إلا على جسر من التعب، والنعيم لا يُدرَك بالنعيم، *ومَن آثر الراحة فاتته الراحة، والجنة والنعيم المتولِّد من العبادة لا يُنال إلا على جسر من التعب*، ولذلك ينبغي أن يحرص الإنسان على مراقبة قلبه وعلى مدافعة الشيطان.
أمّا حال أكثرنا فإنه لا يستحضر إلا التكبير، يمكن حتى دعاء الاستفتاح لا يستحضر ما دعا فيه من أنواع الأدعية التي يحفظها، ثم يهيم في الدنيا مستسلمًا ولا يتنبه لقلبه، وهذا في الحقيقة أثَّرَ علينا كثيرًا في عباداتنا.
فالشاهد أنَّ أنصح بثلاثة أمور مهمة، بعد الاستعانة بالله:
*الأمر الأوّل*: تفريغ القلب قبل الوصول إلى المسجد، يتخفف الإنسان من مشاغل الدنيا في قلبه.
*الأمر الثاني*: استشعار هذه الكلمة العظيمة "الله أكبر".
*الأمر الثالث*: مراقبة القلب مراقبة دقيقة تامة أثناء الصلاة