• أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن
سورة المائدة
▪قوله تعالى : (لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان)
قد قدمنا في سورة البقرة أن المراد بما عقدتم الأيمان ، هو ما قصدتم عقد اليمين فيه ، لا ما جرى على ألسنتكم من غير قصد نحو " لا والله " و " بلى والله " ، ومنه قول الفرزدق :
ولست بمأخوذ بلغو تقوله إذا لم تعمد عاقدات العزائم
وهذا العقد معنوي ، ومنه قول الحطيئة :
قوم إذا عقدوا عقدا لجارهم شدوا العناج وشدوا فوقه الكربا
وقرأه حمزة ، والكسائي ، وشعبة عن عاصم : عقدتم [ 5 \ 89 ] ، بالتخفيف بلا ألف ، وقرأه ابن ذكوان عن ابن عامر : عاقدتم بألف بوزن فاعل ، وقرأه الباقون بالتشديد من غير ألف ، والتضعيف والمفاعلة : معناهما مجرد الفعل بدليل قراءة عقدتم بلا ألف ، ولا تضعيف ، والقراءات يبين بعضها بعضا ، و " ما " في قوله : بما عقدتم مصدرية على التحقيق لا موصولة ، كما قاله بعضهم زاعما أن ضمير الرابط محذوف .
وفي المراد باللغو في الآية أقوال ، أشهرها عند العلماء اثنان :
الأول : أن اللغو ما يجري على لسان الإنسان من غير قصد ، كقوله : " لا والله " و " بلى والله " .
وذهب إلى هذا القول : الشافعي ، وعائشة في إحدى الروايتين عنها ، وروي عن ابن عمر ، وابن عباس في أحد قوليه ، والشعبي ، وعكرمة في أحد قوليه ، وعروة بن الزبير ، وأبي صالح ، والضحاك في أحد قوليه ، وأبي قلابة ، والزهري ، كما نقله عنهم ابن كثير ، وغيره.
القول الثاني : أن اللغو هو أن يحلف على ما يعتقده ، فيظهر نفيه ، وهذا هو مذهب مالك بن أنس ، وقال : إنه أحسن ما سمع في معنى اللغو ، وهو مروي أيضا عن عائشة ، وأبي هريرة ، وابن عباس في أحد قوليه ، وسليمان بن يسار ، وسعيد بن جبير ، ومجاهد في أحد قوليه ، وإبراهيم النخعي في أحد قوليه ، والحسن ، وزرارة بن أوفى ، وأبي مالك ، وعطاء الخراساني ، وبكر بن عبد الله ، وأحد قولي عكرمة ، وحبيب بن أبي ثابت ، والسدي ، ومكحول ، ومقاتل ، وطاوس ، وقتادة ، والربيع بن أنس ، ويحيى بن سعيد ، وربيعة ، كما نقله عنهم ابن كثير .
والقولان متقاربان ، واللغو يشملهما ; لأنه في الأول لم يقصد عقد اليمين أصلا ، وفي الثاني لم يقصد إلا الحق والصواب ، وغير هذين القولين من الأقوال تركته لضعفه في نظري ، واللغو في اللغة : هو الكلام بما لا خير فيه ، ولا حاجة إليه ، ومنه حديث : " إذا قلت لصاحبك ، والإمام يخطب يوم الجمعة ، أنصت ، فقد لغوت أو لغيت " .
وقول العجاج :
ورب أسراب حجيج كظم عن اللغا ورفث التكلم
سورة المائدة
▪قوله تعالى : (لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان)
قد قدمنا في سورة البقرة أن المراد بما عقدتم الأيمان ، هو ما قصدتم عقد اليمين فيه ، لا ما جرى على ألسنتكم من غير قصد نحو " لا والله " و " بلى والله " ، ومنه قول الفرزدق :
ولست بمأخوذ بلغو تقوله إذا لم تعمد عاقدات العزائم
وهذا العقد معنوي ، ومنه قول الحطيئة :
قوم إذا عقدوا عقدا لجارهم شدوا العناج وشدوا فوقه الكربا
وقرأه حمزة ، والكسائي ، وشعبة عن عاصم : عقدتم [ 5 \ 89 ] ، بالتخفيف بلا ألف ، وقرأه ابن ذكوان عن ابن عامر : عاقدتم بألف بوزن فاعل ، وقرأه الباقون بالتشديد من غير ألف ، والتضعيف والمفاعلة : معناهما مجرد الفعل بدليل قراءة عقدتم بلا ألف ، ولا تضعيف ، والقراءات يبين بعضها بعضا ، و " ما " في قوله : بما عقدتم مصدرية على التحقيق لا موصولة ، كما قاله بعضهم زاعما أن ضمير الرابط محذوف .
وفي المراد باللغو في الآية أقوال ، أشهرها عند العلماء اثنان :
الأول : أن اللغو ما يجري على لسان الإنسان من غير قصد ، كقوله : " لا والله " و " بلى والله " .
وذهب إلى هذا القول : الشافعي ، وعائشة في إحدى الروايتين عنها ، وروي عن ابن عمر ، وابن عباس في أحد قوليه ، والشعبي ، وعكرمة في أحد قوليه ، وعروة بن الزبير ، وأبي صالح ، والضحاك في أحد قوليه ، وأبي قلابة ، والزهري ، كما نقله عنهم ابن كثير ، وغيره.
القول الثاني : أن اللغو هو أن يحلف على ما يعتقده ، فيظهر نفيه ، وهذا هو مذهب مالك بن أنس ، وقال : إنه أحسن ما سمع في معنى اللغو ، وهو مروي أيضا عن عائشة ، وأبي هريرة ، وابن عباس في أحد قوليه ، وسليمان بن يسار ، وسعيد بن جبير ، ومجاهد في أحد قوليه ، وإبراهيم النخعي في أحد قوليه ، والحسن ، وزرارة بن أوفى ، وأبي مالك ، وعطاء الخراساني ، وبكر بن عبد الله ، وأحد قولي عكرمة ، وحبيب بن أبي ثابت ، والسدي ، ومكحول ، ومقاتل ، وطاوس ، وقتادة ، والربيع بن أنس ، ويحيى بن سعيد ، وربيعة ، كما نقله عنهم ابن كثير .
والقولان متقاربان ، واللغو يشملهما ; لأنه في الأول لم يقصد عقد اليمين أصلا ، وفي الثاني لم يقصد إلا الحق والصواب ، وغير هذين القولين من الأقوال تركته لضعفه في نظري ، واللغو في اللغة : هو الكلام بما لا خير فيه ، ولا حاجة إليه ، ومنه حديث : " إذا قلت لصاحبك ، والإمام يخطب يوم الجمعة ، أنصت ، فقد لغوت أو لغيت " .
وقول العجاج :
ورب أسراب حجيج كظم عن اللغا ورفث التكلم