منتدى احلى تطوير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى احلى تطويردخول

منتدى احلى تطوير لتطوير المواقع والمنتديات


descriptionالفجر .. جنتي Emptyالفجر .. جنتي

more_horiz
الفجر .. جنتي




الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، ونشهد أن لا إله إلا الله وجده لا شريك له، سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العلم الحكيم، ونصلي ونسلم على خير الخلق وحبيب الحق، سيدنا محمد النبي المصطفى والرسول المجتبى خاتم الأنبياء والمرسلين اللهم صلي وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ثم أما بعد..
إخواني وأخواتي، شبابنا فتياتنا، أحبابنا في الله عز وجل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، سلامٌ من قلب يحبكم في الله عز وجل، يرجو أن نعيش معًا "الفجر .. جنتي"، الفجر طريقنا إلى جنة الله تبارك وتعالى، هذا البرنامج الذي بدأ بالفعل مع صلاة الفجر، كنت أصلي الفجر ودفعت دفعًا أن أصلي إمامًا في مسجد لست فيه إمامًا، وصليت وكنت أشعر أنني أقرب شيء إلى ربي سبحانه وتعالى، وقرأت السورة كنت أنوي أن أقرأها على الركعتين، لكني لم أستطع أن أقف حتى وصلت إلى جنتي، ثم وجدت أن الله تبارك وتعالى قد ربط في عقلي وقلبي ووجداني بين "والفجر" في أول آية من سورة الفجر وبين آخر كلمة وهي "جنتي".
قلت إذن.. بوابة الجنة هي صلاة الفجر، هي الفجر، ومن هنا جاء برنامجنا جميعًا الفجر.. جنتي.
لكنا لن نقصر، حتى نذهب بإذن الله وبرحمة الله إلى الجنة في الآخرة، نحن نعتقد بأننا إن بدأنا طريقنا إلى الله وشققنا ظلمات الليل إلى بيوت الله، صدقوني سنعيش جنة في داخلنا ، جنة حب الله تبارك وتعالى، جنة ليل العابدين لله عز وجل، جنة نهارها يبدأ بصلاةٍ وأذكارٍ لله تبارك وتعالى، جنة نعيش فيها لله ونقوم فيها لله عز وجل، (قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ) –سبأ: 46-.

لقاءنا في صلاة الفجر لله، وله سبحانه وتعالى فقط، هذا سيجعل الجانب الروحي عندنا عال جدا، ستضاءل هذه الأشواك الأرضية التي قال الله تبارك وتعالى عنها " أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ" – الأعراف: 176- أثقلت إلى الأرض، ستشف الروح، ستسمو الأخلاق، ستعلو القيم، سيستشعر الإنسان بحق أنه عاش شعوراً في الدنيا، أنه في جنة الله تبارك وتعالى.

اللمحة الأولى: "الفجر.. جنتي" مشوار نريد أن نتحرك فيه معًا، نريد أن نعاهد الله تبارك وتعالى أننا يا ربنا بدأنا طريقنا إليك، وطريقنا يبدأ من الفجر، "بورك لأمتي في بكورها"، هذه السورة العظيمة رغم قصرها، وجدت فيها بعد أن جاء هذا الملمح ، -وهو الملمح الأول- ثم رجعت قليلاً قبل كلمة "جنتي" في آخر السورة، فوجدت قوله تعالى "فادخلي في عبادي وادخلي جنتي".
الفجر في المسجد
إذن الأصل أن نصلي الفجر جماعة في المسجد، لندخل في عباد الله عز وجل، وندخل جنة الله تبارك وتعالى، "فادخلي في عبادي وادخلي جنتي"، إذن هذا أمر ضروري جدًّا، لا تصلي الفجر في البيت إلا أن تكون أختا لها ظروف خاصة، لكن الحديث في صحيح البخاري ومسلم "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله .. لا تمنعوا إماء الله مساجد الله". والمرأة كانت تصلي الفجر، بل إن الحديث وهو من رواية مسلم، أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: "أئذنوا للنساء إلى المساجد بالليل"[1].

والثابت أن النساء لم يغبن أبدا عن الصلوات من الفجر إلى العشاء، صحيح أن الصلاة في بيتها خير من صلاتها في مسجدها، هذا فيما أظن بالنسبة لأعذار المرأة؛ لأنها تحمل فلا تستطيع أن تقوم إلى المسجد، وترضع ولدها وتكون بجواره، هذا للمرأة التي يثقل عليها أعمال النهار فلا تستطيع مراعاة لضعف بدنها أحيانًا.
ولكن الحقيقة أنا أريد حتى من أخواتي، من بناتي، من شبابنا، من فتياتنا، أن نتحرك إلى المسجد في صلاة الفجر.
عندما أزور تركيا لا بد أن أذهب إلى مسجد أبي أيوب الأنصاري، وبالذات في أيام العطل: الجمعة، والسبت، والأحد، ستجدون أن عشرات الآلاف من الشباب في تركيا يؤمون المسجد -مسجد أبي أيوب الأنصاري- في منظر رائع جدًّا يتصافون أكثر من عشرين، ثلاثين ألفًا، يصلون الفجر في المسجد، وأكثرهم شباب، نحن إذن نحتاج إلى هذه الجنة، جنة الدنيا، وجنة الآخرة، "وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ" – الرحمن:46-.
نحتاج أن نتفكر جيدا أن الله تبارك وتعالى يقول: (فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) –آل عمران: 185-.
هل تعرفون ماذا تعني متاع؟
معنى متاع، اسمحوا لي أن أقولها وإن كانت ليست في النسيج الذي نعيشه، لكن هذا معنى لغوي لكلمة متاع، الأصل في المتاع: هو الخرقة التي تضعها المرأة أثناء الحيض فينزل فيها الدم، فتتخلص منها بسرعة، وتأنف منها جدًّا، فالدنيا كلها متاع.

نحن بحاجة أن نعيش في الدنيا، وقد استقبلنا الجنة، بأن نصلي الفجر، "والفجر.. جنتي"، لاحظوا هذه الرابطة وكما قلت آنفا هذه هي اللمحة الأولى.

اللمحة الثانية: هي أن الفجر جنتي من خلال "فادخلي في عبادي"، إذن لا بد أن نصلي الفجر في المسجد، "بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة"[2].
انقدح في عقلي ووجداني من فضل ربي سبحانه وتعالى وأنا عبدٌ ضعيف، لكني أسأله دائما أن يفيض علي من العلم الوفير، الذي يثري قلبي وعقلي ووجداني، ويثير إخواني وأخواتي ليس من أجل أشخاصنا، والله شهيد على ما أقول، وإنما نحن نريد أن نصلح الدنيا بهذا الدين، وأن نسعد العالم بهذا الدين، وأن نصطحب معًا إلى جنة رب العالمين، في قلبي سعادة غامرة لا يعلمها إلا الله، وأريد أن يعيش الناس معي، كل الناس الذين يستجيبون لنداء الله عز وجل، كما قال سبحانه (فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي) النتيجة؟ "لعلهم يرشدون"، وكما قال سبحانه "قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ" –المؤمنون: 1- "أفلحوا"، إذا قطعوا الطريق إلى الله.
"قد أفلح المؤمنون"، أول صفة لهم؟ "الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ" –المؤمنون: 2- وآخر صفة في هذه السورة "وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ" ، هؤلاء أين يذهبون؟ "أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ. الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" لاحظوا أن "هم" جماعة، "قد أفلح المؤمنون" جماعة مع بعضهم.
"الذين هم" ليس هو، "في صلاتهم"وليس في صلاته، "خاشعون" ، ليس خاشعا، "والذين هم على صلواتهم يحافظون"، مع بعضهم، إذن كيف نحافظ على صلاة الفجر الجماعة؟، أنت توقظني، وأنا أوقظك، الأخت توقظ أختها… وهكذا.
"فادخلي في عبادي وادخلي جنتي" هذه كانت اللمحة الثانية.

اللمحة الثالثة: السورة انقسمت في ذهني إلى أربع مقاطع، حتى في الغالب التنغيم والنبر والفواصل مختلفة عن بعضها.
المقطع الأول: هو جولة تعبدية لله تبارك وتعالى، "وَالْفَجْرِ. وَلَيَالٍ عَشْرٍ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ . وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ . هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ" ، هذا مقطع يُعِدُ الإنسان تعبديا ليقوى إيمانه وتزكو أخلاقه.
وبعدها نخرج من هذه الخلوة إلى السياسة، نخرج إلى إصلاح العالم سياسيًا، يدخلنا على فرعون، وعاد وثمود
" أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ"، إنها نبرة عالية ، مختلفة ، "إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ . الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ . وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ . وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ . الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ . فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ . فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ . إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ "، هذا مقطع وبنغمة مختلفة. ونهاية المقاطع في فواصل الآيات مختلفة.

الاستعداد للصراع مع الباطل
سؤال: الإنسان عندما يدخل في هذا العمل وهذا الصراع بين الحق والباطل ماذا يحدث؟ والجواب: أنه قد يشوش إيمانيًا، لذا لا بد أن يرجع ؛ ليستريح في خلوة، وبتعبير آخر: يعيد صياغة قلبه، في الرضا عن الله، (فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ . وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ).
وتأمل: فواصل الآيات هنا مختلفة.

بعد أن ضبطنا الإيمان في خلوة، نذهب إلى جولة أخرى، لكن الجولة الثانية إلى أين؟ للإصلاح الاجتماعي، الفقراء، والأيتام، والمساكين.
(كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ . وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ . وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا. وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا".

بعد هذه الجولة إلى أين؟ أين سنذهب؟
سنرجع لنستريح في خلوة ثانية؛ استعدادا للدار الآخرة "كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا" ، تأملوا التعبير القرآني "دكا دكا" حركة فيها إرباك شديد، مثل الآية التي تتحدث عن رفقاء السوء (الشلل والشباب والسينيمات والحاجات الفارغة والبنات والسهرات، والمخدرات)، فيصور القرآن مشهدهم في النار يوم القيامة " فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ" ، "كبكبوا" أي فرمي ببعضهم في الجحيم على بعض، تأمل: الصوت نفسه، لو أن إنسانا لا يعرف العربية سيسمع ماذا؟ يسمع دربكة، كذلك " كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا. وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا . وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ "، مشهد رهيب يجعل الإنسان ترتعد فرائصه. والذي يكسل عن صلاة الفجر سيقول : لا بد أن أقوم وأنشط لصلاة الفجر، " وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى" ؟! فات الوقت.

ابدأ من الآن أخي الحبيب، أختي الكريمة، أبنائي وبناتي أحبابي في الله عز وجل.. يجب أن نبدأ من الآن.
(يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى. فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ) في قراءة "لا يعذب عذابه أحد" ، "وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ".
هؤلاء الذين تخلفوا عن الجولة التعبدية، صلاة الفجر، وقيام الليل، مقاومة الفساد والطغيان السياسي، ضبط الإيمان والرضا عن الرحمن، أن يكون له دور اجتماعي للفقراء والأيتام، أنه يستعد للدار الآخرة.
الذي لا يجاهد نفسه من الآن ويقوم بهذه الخلوات والجلوات، "لا يعذب عذابه أحد" ، "وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَد".

لكن الذي عمل هذه الأشياء واستعد لها يُنادى نداء لطيفا جدًّا "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ . ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ"، هذا من أعمق أنواع الود، "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا" – مريم:96-.
(ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً . فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي)..
إلى حلقة أخرى بإذن الله نلتقي على خير، في برنامجكم "الفجر.. جنتي"
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته[3].
[1] - رواه الطبراني في الكبير، والبيهقي في شعب الإيمان، وابن حبان في صحيحه.
[2] - رواه البيهقي في السنن الكبرى وشعب الإيمان، والطبراني في الكبير والأوسط، والحاكم في المستدرك وصححه.
[3] نص من نصوص حلقات برنامج "والفجر جنتي". والذي أذيع على قناة الفجر رمضان الماضي 1431هـ / 2010م

descriptionالفجر .. جنتي Emptyرد: الفجر .. جنتي

more_horiz
اك ربى الفردوس الاعلى
وبارك الله فيك
اسأل الله العلي القدير
ان لايحرمكم من عظيم الاجر وجليل الثواب
ورفع قدركم وبارك الله فيكم
وسدد خطاكم اللهم آمين

descriptionالفجر .. جنتي Emptyرد: الفجر .. جنتي

more_horiz
جزاك الله خيرا

descriptionالفجر .. جنتي Emptyرد: الفجر .. جنتي

more_horiz
بارك الله فيك

وجزاك الله خيرا

واصل تميزك
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى