تتصارع الشركات على بياناتك دون شروط
تتصارع العديد من الشركات على بياناتك، حيث سيصبح سعر البيانات مقاربًا لسعر البترول في الأعوام القليلة القادمة. وتبذل العديد من الشركات المجهود للحصول على بياناتك رغمًا عنك أو بحاجتك إليها للدخول إلى أحد مواقعها على الإنترنت.


تطلب منك الشركات معلومات قد تكون عادية على سبيل المثال، الإسم والعمر والدراسة. لكن تستطيع الشركات أن تحول بعض بياناتك لتعرف عنك ما هو أكثر مثل تصرفاتك ومشاعرك ورغباتك لتستغلها في بعض الأسواق والخدمات بالرغم من أنك لم تسمح للشركة بعمل هذه الدراسات. وتأخذ منك بعض الشركات معلومات أكثر خصوصية وأكثر حساسية مثل الإصابة بأمراض جنسية أو وجود طفرات جينية، فقبولك للحصول على هذه البيانات أم لا يتوقف على رغباتك وخصوصياتك وقرارك أنت فقط.


يومك عبارة عن تجميع بياناتك:
تستيقظ من النوم ذات يوم أقل سعادة، من الممكن أن تكتب على صفحتك الخاصة ما تشعر به، بعدها ستجد إعلانات عن أماكن ترفيه عن النفس. تذهب إلى العمل في الصباح، وتشتكي من صعوبة المواصلات العامة، وتتحدث مع صديقُ لك أنك تفكر في شراء سيارة، بعدها بقليل ستجد إعلانات عن سيارات. قبل العمل تمر بمقهى لتشرب كوبًا من القهوة، وبعد أن تنهي ذلك ستجد أحد العاملين يطلب منك أن تكمل استبيان لتعزيز وتقوية خدماتهم، بعدها ستجد المقهى على تواصل معك دائمًا. بعد نهاية عملك قد تذهب إلى أحد المطاعم لتناول الغذاء سيحدث معك ما حدث في المقهى تقريبًا. بالإضافة إلى الأماكن الاستثنائية التي تذهب إليها كالمستشفى والنادي وشركات الخدمات وغيرها من الأماكن التي ستعمل على تجميع بياناتك.


لقد وصلنا إلى عصر تمتاز فيه البيانات بالأهمية التي قد تجعل كل العاملين في مكانٍ ما يساهمون فيها.


منذ زمنٍ بعيد والناس متخوفون من استخدام البيانات الخاصة بهم:
ظهر الاعتراض واضح لأول مرة بعد عام ١٩٤٠م، عندما اعترضت العديد من الدول على الحكومة النازية في استخدام بيانات بعض الأشخاص لأبحاث طبية، هؤلاء الأشخاص كانوا قد قُبض عليهم كأسرى من عدد من الدول.
بدأت بعض المعاهد الوراثية في أمريكا وغرب أوروبا باستخدام بيانات المواطنين بشكل مبالَغ فيه، وتسهيل وصول الحكومة إليها، فاعترض أغلب المواطنون وقتها ولم يوافقوا على وصول الحكومة إلى هذه البيانات.
اشتدت الاعتراضات بقوة في القرن الحالي بسبب ازدياد استخدام البيانات، وفتح الباب على مصراعيه لأن تصبح الشركات مالكة لهذه المعلومات.
قامت بعض الشركات بعمل منظومة توافق بين العملاء أصحاب البيانات والشركة، هذه المنظومة تشمل شروط لأصحاب البيانات تم الاتفاق عليها مسبقًا.


فماذا تستفيد المؤسسات من بناء نظام عمل بيانات بناءً على شروط أصحاب البيانات؟
وجود علاقة وثيقة متبادلة بين المؤسسات وأصحاب البيانات.
الوصول لقرار أفضل لأنه معتمد على بيانات موثوقة دائمًا.
تقليل مخاطر الوقوع في مشاكل قانونية.
الشفافية.
ازدياد التعاون المشترك.
قامت بعض الشركات بعمل منظومة توافق بين العملاء أصحاب البيانات والشركة، هذه المنظومة تشمل شروط لأصحاب البيانات تم الاتفاق عليها مسبقًا.


فما هي شروط استخدام البيانات التي توفرت عند بعض الشركات، وبعض المقترحات المقترحة الإضافية؟
معرفة عامة عن المشروع:
يجب معرفة اسم المشروع الذي تُجمّع البيانات من أجله ووصف كامل له، وهل يتم تجميع هذه البيانات لهذه المؤسسة أم لمؤسسة أخرى؟
من حق صاحب البيانات أيضًا معرفة إن كان سيتوجب عليه إعطاء معلومات شخصية أو حساسة؟
كيفية تحديد النتائج:
هل هناك أي قصور في ذلك على سبيل المثال، انحياز في تجميع البيانات وتحليلها وجودة البيانات؟
هل الأشخاص العاملين في فريق التحليل قد يعملون على التأثير على نتيجة البيانات؟
مشاركة البيانات مع الآخرين:
يجب أن يكون صاحب البيانات على معرفة بإمكانية مشاركة المؤسسة لهذه البيانات مع مؤسسة أخرى.
هل سيتم نشر البيانات وتسهيل وصول منظمات معينة لها دون الموافقة؟
القواعد والقوانين الأخلاقية: وهي السياسات والتنظيم وكيفية استخدام البيانات، وتطبيق معايير حقوق الإنسان الدولية.
الشكل القانوني:
كل البيانات المستخدمَة في المشروع تُشترى أم تُجمٌع من أفراد؟
هل تُجمّع لهذا المشروع فقط أم معه مشاريع أخرى؟
هل كل التصاريح للبدء في المشروع مجهزة دون مشاكل؟
سبب استخدام البيانات:
الهدف الرئيسي من تجميع البيانات.
نظام العمل المناسب، ويندرج تحت أي مجال؟
التأثير على المجتمع، وهل يُقدّم أثر إيجابي؟
النتائج النهائية ستكون جديدة أم لا؟
الهدف النهائي مما يترتب عليه حماس المشاركة والمساعدة في إيجاد عدد أكبر من المشاركين.
معرفة الأثر الإيجابي:
معرفة الأفراد أو المنظمات التي ستتأثر بالمشروع.
كيفية قياس هذا التأثير وكيفية زيادته؟
الأثر السلبي:
الأفراد أو المنظمات الذين سيتأثروا بالمشروع.
هل سيكون هناك ضرر أو أذى لأي شخص؟
ما هي الحدود في استخدام البيانات؟
تقليل الأثر السلبي للبيانات:
كيفية تقليل خطر استخدام البيانات؟
كيفية الحفاظ على البيانات الشخصية والحساسة؟
معرفة الاستفادة التي تعود على المؤسسة.
التواصل والتفاعل الجيد مع أصحاب البيانات، ومعرفة إذا كان هناك حقوق لأصحاب البيانات لعمل أي تعديل.
الانفتاح والشفافية:
معرفة حق أصحاب البيانات في قول الآراء وتقبل النقد.
معرفة هل سيتم نشر طرق العمل على هذه البيانات بمنتهى الصدق؟
يحتاج أصحاب البيانات إلى تدريبات ومعلومات عن البيانات عمومًا:
لمعرفة كيفية إيصال البيانات التي لديهم.
معرفة إن كانت الأفكار والمعتقدات ستغير نتائج تحليل البيانات أم لا؟
معرفة المسئول عن كل هذه البيانات، ومعرفة طرق نشر البيانات.
ونستخلص من ذلك أن:
دائمًا ما يكون الحديث عن البيانات شائكًا، وتحاول الشركات والمؤسسات الضخمة الحصول على بيانات مهما كان الثمن، ويعتقد العلماء أن يزداد ذلك مع الوقت. لذلك كانت الحاجة مُلحة دائمًا لوضع شروط وقوانين لاستخدام البيانات، ومن المهم أن تدرك الشركات أن إعطاء الأشخاص لبياناتهم ليس سماح باستخدامها في كل مشروع، ولكن وجب الحصول على موافقة.