بسم الله الرحمن الرحيم
بر الوالدين
التأريخ: 19/4/1429هـ
المكان: جامع الإمام مالك بن أنس / بالدمام
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران:102]
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾ [النساء:1]
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً﴾ [الأحزاب: 70 و71]. أما بعد:فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد ص وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
عباد الله:
دخل شاب لأحد المحاكم وقد أمسك بيده شقيقته، ودخلا سويا على القاضي، فسأل أين المدعي فقالت الأخت: أنا أدعي على أخي هذا!!
فما هي الدعوة، وما الذي يجعل أخت ترفع قضية ضد شقيقها؟!
قالت الأخت: إن أخي هذا أخذ أمي عنده، وهي مشلولة فإن كان هو الذي يغسلها فلا يحل له ذلك، وإن كانت تغسلها زوجته أو خادمة فأنا أولى منها، فأريد أخذ أمي عندي.
وقال الأخ: أختي هذه تريد أخذ أمي عند زوجها، وهو يصرف عليها ويتحمل تعبها وأمي مشلولة تحتاج خدمة ورعاية وتشغل أختي عن القيام بواجب زوجها،فأطلب ببقاء أمي عندي.
عباد الله:
من سمع بمثل هذه القصص والأخبار يعلم أن في الأمة خير، وبقية من إيمان مع دخول الحضارة، وبعد الكثرين عن أوامر الله تعالى، بل عن أخلاق العرب في جاهليتها.
عباد الله:
نقرأ كثيراً ونسمع عن قصص مؤسفة تتحدث عن العقوقالذي يسود العلاقات العائلية في بعض الاسر,وتنتج عنه تصرفات مشينة تثيرالغضب قضايا وصراعات عائلية تصل الى المحاكم وتاخذ طابعا حادأ في الصراعبين أفراد بعض الاسر في قضايا الارث وتنتج عنها قطيعة في الرحم التىأمرالله بها ان توصل,وانقطاع في التوصل ويتجاهل الجميع في سلوكهم مانصتعليه تعاليم الشريعة السمحة من حث على صلة الرحم واعتبارها مطلبا شرعيايفترض أن يؤديه كل مسلم
وقد شدني موضوع نشرفي صحيفة الرياض ورد في مقدمته صراع حاد بين أخوينيناقش حاجة أحد المواطنين واسمه حيزان الى المساعدة المادية ولن أتحدث عنهذا الجانب ذلك أن موضوعي يختلف,ما ساتحدث عنه هو بكاء حيزان, حيزان رجل مسن من الاسياح (قرية تبعد عن بريدة 90كم) بكى في المحكمة حتى ابتلت لحيته, فما الذي أبكاه؟ هل هو عقوق أبنائه أم خسارته في قضية أرض متنازع عليها,أم هي زوجة رفعت عليه قضية خلع؟
في الواقع ليس هذا ولا ذاك, ما أبكى حيزان هو خسارته قضية غريبة من نوعها، فقد خسر القضية أمام أخيه، لرعاية أمة العجوز التى لا تملك سوى خاتم من نحاس.
فقد كانت العجوز في رعاية ابنها الأكبر حيزان, الذي يعيش وحيداً، وعندما تقدمت به السن جاء أخوه من مدينة أخرى ليأخذ والدته لتعيش مع أسرته, لكن حيزان رفض محتجاً بقدرته على رعايتها, وكان أن وصل بهما النزاع الى المحكمة ليحكم القاضى بينهما, لكن الخلاف احتدم وتكررت الجلسات وكلا الأخوين مصرعلى أحقيته برعاية والدته, وعندها طلب القاضي حضور العجوز لسؤالها, فأحضرها الأخوان يتناوبان حملها في كرتون فقد كان وزنها20 كيلو جرام فقط.
وبسؤالها عمن تفضل العيش معه, قالت وهي مدركة لما تقول:
هذا عينى مشيرة الى حيزان وهذا عينى الأخرى مشيرة الى أخيه, وعندها أضطر القاضى أن يحكم بما يراه مناسباً, وهو أن تعيش مع أسرة الأخ الأصغر فهم الأقدر على رعايتها, وهذا ما أبكى حيزان ما أغلى الدموع التى سكبها حيزان, دموع الحسرة على عدم قدرته على رعاية والدته بعد أن أصبح شيخاً مسناً, وما أكبر حظ الأم لهذا التنافس.
ليتني أعلم كيف ربت ولديها للوصول لمرحلة التنافس فى المحاكم على رعايتها، هو درس نادر في البر في زمن شح فية البر.
أوصى الله تعالى ببر الوالدين.
بر الوالدين
التأريخ: 19/4/1429هـ
المكان: جامع الإمام مالك بن أنس / بالدمام
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران:102]
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾ [النساء:1]
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً﴾ [الأحزاب: 70 و71]. أما بعد:فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد ص وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
عباد الله:
دخل شاب لأحد المحاكم وقد أمسك بيده شقيقته، ودخلا سويا على القاضي، فسأل أين المدعي فقالت الأخت: أنا أدعي على أخي هذا!!
فما هي الدعوة، وما الذي يجعل أخت ترفع قضية ضد شقيقها؟!
قالت الأخت: إن أخي هذا أخذ أمي عنده، وهي مشلولة فإن كان هو الذي يغسلها فلا يحل له ذلك، وإن كانت تغسلها زوجته أو خادمة فأنا أولى منها، فأريد أخذ أمي عندي.
وقال الأخ: أختي هذه تريد أخذ أمي عند زوجها، وهو يصرف عليها ويتحمل تعبها وأمي مشلولة تحتاج خدمة ورعاية وتشغل أختي عن القيام بواجب زوجها،فأطلب ببقاء أمي عندي.
عباد الله:
من سمع بمثل هذه القصص والأخبار يعلم أن في الأمة خير، وبقية من إيمان مع دخول الحضارة، وبعد الكثرين عن أوامر الله تعالى، بل عن أخلاق العرب في جاهليتها.
عباد الله:
نقرأ كثيراً ونسمع عن قصص مؤسفة تتحدث عن العقوقالذي يسود العلاقات العائلية في بعض الاسر,وتنتج عنه تصرفات مشينة تثيرالغضب قضايا وصراعات عائلية تصل الى المحاكم وتاخذ طابعا حادأ في الصراعبين أفراد بعض الاسر في قضايا الارث وتنتج عنها قطيعة في الرحم التىأمرالله بها ان توصل,وانقطاع في التوصل ويتجاهل الجميع في سلوكهم مانصتعليه تعاليم الشريعة السمحة من حث على صلة الرحم واعتبارها مطلبا شرعيايفترض أن يؤديه كل مسلم
وقد شدني موضوع نشرفي صحيفة الرياض ورد في مقدمته صراع حاد بين أخوينيناقش حاجة أحد المواطنين واسمه حيزان الى المساعدة المادية ولن أتحدث عنهذا الجانب ذلك أن موضوعي يختلف,ما ساتحدث عنه هو بكاء حيزان, حيزان رجل مسن من الاسياح (قرية تبعد عن بريدة 90كم) بكى في المحكمة حتى ابتلت لحيته, فما الذي أبكاه؟ هل هو عقوق أبنائه أم خسارته في قضية أرض متنازع عليها,أم هي زوجة رفعت عليه قضية خلع؟
في الواقع ليس هذا ولا ذاك, ما أبكى حيزان هو خسارته قضية غريبة من نوعها، فقد خسر القضية أمام أخيه، لرعاية أمة العجوز التى لا تملك سوى خاتم من نحاس.
فقد كانت العجوز في رعاية ابنها الأكبر حيزان, الذي يعيش وحيداً، وعندما تقدمت به السن جاء أخوه من مدينة أخرى ليأخذ والدته لتعيش مع أسرته, لكن حيزان رفض محتجاً بقدرته على رعايتها, وكان أن وصل بهما النزاع الى المحكمة ليحكم القاضى بينهما, لكن الخلاف احتدم وتكررت الجلسات وكلا الأخوين مصرعلى أحقيته برعاية والدته, وعندها طلب القاضي حضور العجوز لسؤالها, فأحضرها الأخوان يتناوبان حملها في كرتون فقد كان وزنها20 كيلو جرام فقط.
وبسؤالها عمن تفضل العيش معه, قالت وهي مدركة لما تقول:
هذا عينى مشيرة الى حيزان وهذا عينى الأخرى مشيرة الى أخيه, وعندها أضطر القاضى أن يحكم بما يراه مناسباً, وهو أن تعيش مع أسرة الأخ الأصغر فهم الأقدر على رعايتها, وهذا ما أبكى حيزان ما أغلى الدموع التى سكبها حيزان, دموع الحسرة على عدم قدرته على رعاية والدته بعد أن أصبح شيخاً مسناً, وما أكبر حظ الأم لهذا التنافس.
ليتني أعلم كيف ربت ولديها للوصول لمرحلة التنافس فى المحاكم على رعايتها، هو درس نادر في البر في زمن شح فية البر.
أوصى الله تعالى ببر الوالدين.